آدم عليه السلام


 
آدم عليه السلام
آدم عليه السلام
 كان الله تعالى يعلم ما يدور في نفس إبليس فقال للملائكة "وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " وھذا يعني صراحة أن آدم ُخلق ليعيش في الأرض الا في السماء . فأجابت الملائكة :" قالوا أتجعل فيھا من يفسد فيھا ويسفك الدماء ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك" ، فقال الله تعالى :" قال إنى أعلم ما لا تعلمون " . خلق الله آدم من صلصــال (طين ناشــف) وأعطاه شكل إلانســان وظل آدم ملقى على الأرض تمثال من طين بدون روح ( يقال لمدة 40 يوما ) إلى أن نفخ الله فيه من روحه ، لما دخلت الروح في جسده شيئا فشيئا . ولما ً تحول الصلصال إلى عظم ولحم وجلد وصلت الروح لرأس آدم عطس وأوحى له الله بأول الكلام  "الحمد الله" فقال آدم : الحمد الله، فرد عليه الملك جبريل عليــه السلام وقال : "يرحمك الله" ، وھذه ھى نفس الكلمات التي نتبادلھا نحن المسلمين إذا عطس أحدنا .

إلتفت آدم فرأى الجنة ونعيمھا والفاكھة اللذيذة محيطة به وقد وصلت الروح إلى المعدة فأحس بالرغبة في الأكل فحاول أن يقف ويمد يديه ليقطف من ثمار الجنة لكنه لم يستطع لأن الروح لم تكن قد وصلت بعد إلى قدميه التى كانت مازالت من صلصال. لما وصلت الروح إلى كل الجسد، كانت ھيئة آدم إنسان في غاية الجمال والكمال الجسدى . علم الله تعالى آدم أسماء كل شئ خلقه في الكون؛ جبال ، بحار ، نجوم ، كواكب .... الخ  وقد تعلمھا آدم جيدا . 

وأراد الله تعالى أن يظھر للملائكة أن آدم أصبح أعلم منھم فقال ً لھم أخبرونى بأسماء ھذه الأشياء فردت الملأئكة : " سبحانك لا علم لنا إلأ ما علمتنا" فقال الله تعالى لآدم : "أخبرھم بأسمائھا" فأخبرھم آدم بأسمائھا فأدرك الملأئكة أن آدم  كان متميز عنھم في العلم والمعرفة. أمر الله الملأئكة أن يسجدوا آلدم تكريما له فسجدوا جميعا ، الإ إبليس آبى واستكبر فسأله الله لماذا لم تسجد كما سجدت الملائكة فأجاب : "كيف أسجد له وأنا أفضل منه خلقتني من نار وخلقته من طين ؟ " فغضب الله عليه وجعله قبيحا ملعونا وطرده من رحمته ومن جنته إلى يوم القيامة بسبب غروره وعصيانه لآمره . وقد طلب إبليس من الله أن يمھله ولا يلقيه في النار حتى يوم القيامة  وإستجاب الله لطلبه. وأقسم إبليس لله تعالى أنه سيوسوس لآدم وذريته ويغريھم بمعصيته إلا عباده المخلصون المؤمنون .

وعاش آدم في الجنة يستمتع بخيراتھا ونعيمھا ولكنه أحيــانا كان يشعر بالوحدة . وفي يوم من الأيام بينما ھو نائم خلق الله له حواء على نفس ھيئته ، خلقھا من ضلع من أضالعه. إستيقظ آدم وفوجئ بھذا المخلوق الجميل بجواره فسألھا: من أنت؟ فقالت : " أنا حواء زوجتــك وقد خلقنى الله من أجلك لأكون لك أنيسا وجليسا ". فسألھا وما معنى حواء ؟ فقالت: معناھا اإلحتواء والسكينة .

عاش آدم وحواء فى الجنة يستمتعا معا بنعيمھا ويلبسا فيھا أجمل الثياب ويأكلا من كل خيراتھا إلا شجرة واحدة أمرھم الله ألا يقتربا منھا ولا يأكلا من ثمارھا وحذرھم من  إبليس ومكره وأنه ھو عدوھم الوحيد

 كان إبليس يحاول دخول الجنة ليوســوس لآدم وحواء حتى يعصــوا أمر الله ويأكلا من الشجرة ، لكن حارس الجنة منعه من دخولھا . وفي أحد الأيام رأى إبليس الثعبان وھو داخل من باب الجنة فوسوس إليه لكى يساعده على الدخول فأخفى الثعبان إبليس داخل فمه ودخال معا من باب الجنة . وبدأ إبليس يوسوس لآدم وحواء ويزين لھم معصية أمر الله تعالى ويقنعھم بأن الأكل من الشجرة المحرمة سيضمن لھم الخلود في الجنة. 

كان آدم متردد في الأكل من الشجرة وقاوم رغبته في الأكل من ثمارھا خوفا من معصية الله تعالى . لكن حواء صدقت كلام إبليس وأخذت ثمرة من الشجرة المحرمة وأكلتھا . في البداية لم تشعر بأي ألم أو تغيير بعد الأكل ، فلما رأى آدم ذلك مد يده ھو الآخر وأخذ ثمرة وأكلھا. في ھذه اللحظة فقط تغيرت الأمور، وفجأة وجد آدم وحواء أنفسھم عرايا تماما وكل واحد فيھم يشعر بالخجل من الأخر ويحاول أن يغطي نفسه بورق الشجر .وسمعا الأثنين صوت الله سبحانه و تعالى يقول لھم "ألم أنھاكما عن تلك الشجرة وأقل لكما إن الشيطان عدو لكم فاحذروه ؟ " قال تعالى في سورة طه : " فوسوس إليه الشيطان ، قال يا آدم ھل أدلك على شجرة الخلد وملك ال يبلى فأكلا منھا فبدت لھما سوءاتھما وطفقا يخصفان عليھما من ورق الجنة ، وعصى آدم ربه فغوى " .
كان عقاب الثعبان أن حوله الله من كائن جميل بأربعة أقدام إلى مخلوق قبيح يزحف على األرض وطرده من الجنة . وصدر أمر الله تعالى بأن يطرد آدم وحواء من الجنة ويھبطا إلى الأرض مع إبليس والثعبان . وقال تعالى "إھبطا منھا جميعا بعضكم لبعض عدو". وھبطا آدم وحواء إلى الأرض. ندم آدم ندما شديدا ً على معصية الله وظل يسجد ويبكى "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، إنه ھو التواب الرحيم" وغفر له .

عاش آدم مع حواء فى مكة وأنزل الله من السماء الكعبة لتكون بيت الله في الأرض  يأوى إليھا آدم وذريته ليعبدوا الله ويسبحوه فيھا. ونزل جبريل عليه السلام إلى الأرض ليعلم آدم أساسيات الحياة اليومية من زراعة ورى وبذر الحب وطرق الحديد وكل ما  يلزم لمعيشة الأنسان على الأرض . وقد علمه جبريل جمع القمح وطحنه وعجنه وعمل الخبز وطھيه .

لم يكن ما حدث في الجنة إلا برھان على إختلاف آدم عن الملائكة المبرئين من العيوب ، فھو معرض للغواية ، وعليه وحده تقع مسئولية التفرقة بين الخير والشر وبناء على ذلك فإن قصة آدم في القرآن لم تھدف إلى إثبات خطيئة آدم ، كما أقرتھا التوراه والأنجيل ، بل إن ما فعله آدم يشير إلى طبيعة الآدمي ساكن الأرض . وبناء على ماورد فى القرآن الكريم كانت عمارة آدم وحواء للارض مقدرة قبالا ً ، كما كان عصيان آدم مقدراً  من قبل وتصبح القصة الدينية عندئذ عصيان آدم مقدراً .. تأكيدا ً للطبيعة الألنسانية ، وجوانب ضعف الإنسان التي جعلته ھدفا ً لإغراء الشيطان .


تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسماء شخصيات قصه يوسف عليه السلام

كلمات أغنيه قواعد العشق الاربعون

الأسراء والمعراج|لقاء محمد ﷺ بالله.