قصه يوسف عليه السلام

قصه يوسف عليه السلام
قصه يوسف عليه السلام

ذُكرت قصة يوسف في القرآن الكريم كاملة من البداية حتى النھاية في سورة تحمل نفس الإسم(سورة يوسف)وقد سميت ھذه القصة في القرآن بأحسن القصص وھي السورة رقم 12 في القرآن الكريم وقد نزلت في مكة في عام الحزن(العام الذي توفت فيه السيدة خديجة زوجة الرسول وعمه أبو طالب)ربما كانت ھذه السورة ھي أنسب سورة في ھذا الوقت العصيب من حياة رسولنا الكريم لأن يوسف يُمثل رمز الشجاعة في مواجھة الظلم والقدرة على تحمل الصعاب. تبدأ القصة بحلم حلمه يوسف وھو صبي وذھب ليحكيه لأبيه يعقوب قائلاً"إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ". وأحس يعقوب من رؤية إبنه أنه سيكون له شأن، أحس أن لله يختار يوسف بھذه الرؤيا ويصطفيه كما اصطفا إسحاق وإبراھيم أجداده . فحذر الأب ولده ألا يحكي رؤيته لإخوته لأنھم لا يحبوه وقلوبھم مملوءة بالحقد والحسد تجاھه بسبب حب أبيه له."قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ".


مؤامرة اخوات يوسف ضده

جلس أخوات يوسف يكيدون له ويدبرون له مؤامرة ، قال أحدھم : لماذا يحب أبونا يوسف أكثر منا ؟ قال الثاني: ربما لجماله . قال الثالث : يوسف وأخوه إحتلا الإثنان قلب أبانا ، لقد ضل أبونا ضلالا واضحا "إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"قترح أحدھم حلاً للموضوع "إقتلوا يوسف" فرد آخر: لماذا نقتله ؟ فلنبعده عن ھذه الأرض ، ليس ھناك داعي لقتله إذا كنتم تريدون الخلاص منه فإلقوا به في بئر ، تمر عليه القوافل وستلتقطه قافلة وترحل به بعيداً وھكذا سيختفي عن وجه أبيه ويتحقق غرضنا من إبعاده ثم نتوب بعد ذلك من جريمتنا ونعود قوماً صالحين ."اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" 

 إستقر الرأي على إلقائه في البئر والتخلص منه قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ" وتم الإتفاق على موعد التنفيذ ذھبوا إلى أبيھم وقالو له: كيف يكون يوسف أخانا وأنت تخاف عليه بيننا ولا تستأمنا عليه  ونحن نحبه؟ لماذا لا ترسله معنا غدا يلعب ويأكل وينطلق كما يريد؟ إنه أفضل لصحته. إن لونه شاحب لأنه لا يخرج ويلعبقَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" فرد يعقوب بأنه يخاف عليه من ذئاب الصحراء أن تأكله "قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ"  فرد الأبناء: أھذا معقول ؟ نحن عشرة من الرجال لا يمكن أن نتركه بدون حراسة ولو وقع ذلك فنحن إذا غير أھل للرجولة . لن يأكله الذئب ولا داعي للخوف عليه. وافق يعقوب تحت ضغط أبناءه ". قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ".


محنة يوسف فى البئر

إصطحبوا يوسف في اليوم التالي وذھبوا به إلى الصحراء. إبتعدوا أكثر مما يفعلون في كل مرة واختاروا بئراً لا ينقطع منھا مرور القوافل وحملوه فقاومھم فضربوه وأمروه أن يخلع قميصه وألقوة عارياً في البئرفَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"كان في البئر ماء فلما وقع إصطدم جسمه بالماء فلم يصبه سوء وأوحى لله إليه أنه ناج فلا يجزع وأنه سيلقاھم بعد يومھم ھذا وينبئھم بما فعلوه .

حاول أن يناديھم ويتوسل إليھم ألا يتركوه وحده ويذھبوا، كان يشعر بالبرد. كان عمر يوسف في ذلك الوقت حوالي 12 عام . تركوه في ظلمة البئر، تعلق بصخرة بارزة في البئر واعتلاھا وظل ينادي ويتوسل ويبكي ولكنھم ذھبوا وتركوه وحيد اً. وقبل أن يعودوا إلى المنزل ذبحوا شاة ولطخوا قميص يوسف بدمھا ونسوا أن يمزقوا القميص. ذھبوا إلى أبيھم في المساء بقميص يوسف ملطخ بالدماء ولكنه سليم وأخذوا يبكون فقال لھم: لماذا تبكون؟ ماذا حدث؟ فردوا: ذھبنا نلعب ونتسابق وتركنا يوسف بجوار أمتعتنا فلما عدنا من السباق لم نجد يوسف لقد أكله ذئب ووجدنا قميصه ملطخ بالدماء وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ" 

وألقوا أمام أبيھم بالقميص معتقدين أن ھذا ھو دليل براءتھم فأمسك يعقوب بالقميص ورفعه وتأمله في ضوء المشعل وراح يقلبه في يده فوجده سليماً بغير خدش واحد فقال: أي ذئب ھذا الذي أكل يوسف؟! ھل أكله بداخل القميص دون أن يمزقه؟!! أدرك يعقوب أنھم يكذبون وقال: بل سولت لكم أنفسكم أمراً على ما دبروه له ولإبنه. وطلب من لله أن يلھمه الصبر واستعان بالله بينما كان يوسف وحيداً حزيناً في البئر كانت ھناك قافلة كبيرة في طريقھا إلى مصر توقفت عند البئر لتتزود بالماء فأنزلوا دلواً في البئر لأخذ المياه فتعلق يوسف به ، وظن من أنزل الدلو أنه قد إمتلأ بالماء فسحبه فلما وجد يوسف فرح وقال يا له من صبي جميل"وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ" لأن الأطفال المفقودين في ھذا الوقت كانوا يباعوا كعبيد في الأسواق . في البداية فرح ولكنه زھد فيه بعد ذلك حين فكر أنه صبياً صغيراً ولن يباع بشئ يذكر وقرر التخلص منه بمجرد الوصول إلى مصر. ولم يكد يصل إلى مصر حتى باعه في سوق العبيد بثمن بخس دراھم معدودة وھناك إشتراه رجل ذو مكانة في مصر" وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ "


حياة يوسف فى مصر

أصبح يوسف بلا حول ولا قوة : ألقي في البئر ، أُھين ، حُرم من أبيه ، التُقِطَ من البئر ، صار عبداً يباع ويشترى في الأسواق ، إشتراه رجل من مصر صار مملوكا لھذا الرجلوَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

ولكن ھذه الصورة المأساوية لم تكن إلا أول سُلم يصعده يوسف في طريقه إلى المجد. لقد ألقي لله محبته في قلب الرجل الذي اشتراه فقال لزوجته إكرميه وعامليه معاملة حسنة لعله ينفعنا أو نتخذه ولد اً. ولم يكن ھذا الرجل رجلاً عادياً أو ھين الشأن إنما ھو رجل من الطبقة الحاكمة في مصر كان وزير المالية وكانوا يطلقون عليه لقب العزيز . وھكذا قدر لله ليوسف أن يعيش عيشة كريمة رغدة في بيت رجل ذو نفوذ وسلطان، طيب القلب. كان ھذا السيد وزوجته ليس لھما أولاد فاعتبروه ولداً لھم. كان يوسف أجمل رجل في عصره ، كان وجھه جميل وصفاء قلبه ونقاء سريرته يضيف إلى وجھه مزيداً من الجمال


وقد قال عنه رسولنا عليه الصلاة والسلام أنه أخذ نصف جمال الكون والنصف الآخر وزع بين بقية المخلوقات. وتمر الأيام ويكبر يوسف وقد أوتى صحة الحكم على الأمور وعلما بالحياة وأحوالھا ووھبه لله القدرة على تفسير الأحلام "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"وكان له أسلوب جذاب في الحوار يُخْضِعْ قلب من يستمع إليه. وأوتي نبلاً وعفة كل ھذا جعل منه شخصية إنسانية جذابة لا تقاوم.  واكتشف سيده أن يوسف أكثر من رأى في حياته أمانة واستقامة وشھامة وكرما فجعله مسئولا عن بيته وأكرمه وعامله كإبنه.


حب إمرأة العزيز ليوسف

كانت إمرأة العزيز ترقب يوسف يكبر أمام عينيھا يوما بعد يوم ويصبح رجلا جميلاً ذو شخصية فكانت تجلس إليه وتتحدث معه ويزداد إعجابھا به لحظة بعد أخرى حتى جاء اليوم الذي إكتشفت فيه أنھا عاشقة له. وبدأت تظھر حبھا ليوسفوَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"بعد 13 سنة صارت ھي في ال 36 من العمر ووصل عمر يوسف إلى ال 25 عام  كانت البيئة التي تعيش فيھا زوجة العزيز بيئة مترفة

وھي امرأة جميلة وصغيرة ولديھا من وقت الفراغ الكثير. سنوات وھما يعيشان في بيت واحد تحت سقف واحد. شاب جميل في قمة الشباب وإمرأة جميلة مترفة. تحاول ھي أن تستميله وتغريه ويحاول ھو أن يتھرب منھا لأنه يخاف ربه ولا يريد أن يخون أمانة سيده الذي أكرمه بثقته فيه

وتكررت محاولاتھا مرات ومرات وتكرر تھرب يوسف أيضاً حتى جاء يوم سئمت تجاھله المستمر وقررت تغيير الخطة فأغلقت الأبواب ومزقت أقنعة الحياء وصرحت بحبھا واقتربت منه لتقبله فابتعد عنھا وقال لھا"مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"، ولا يعني ھذا أن يوسف كان يخلو من مشاعر الرجولة ولكنه كان يقاوم نفسه ويسيطر عليھا. كان يعرف أنه يوسف بن يعقوب النبي إبن إسحاق النبي ، إبن إبراھيم جد الأنبياء وخليل الرحمن. وتطور الصراع فمدت إمرأة العزيز يديھا لتحتضنه وإستدار يوسف يجري إلى الباب مصفر الوجه فانطلقت وراءه وتعلقت بقميصه فتمزق"وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " 

ووصلا إلى الباب معا ف فُتِحَ الباب فجأة ، كان زوجھا وأحد أقاربھا فأرادت أن تنقذ نفسھا من ھذا الموقف المحرج فاتھمت يوسف بأنه حاول إغتصابھا فإضطر يوسف للدفاع عن نفسه قائلا "قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ" فقال قريب إمرأة العزيز:" إن الدليل في قميص يوسف ؛إذا كان ممزقا من الأمام كان ھذا معناه أنه حاول إغتصابھا ومن الطبيعي أن تمزق قميصه دفاعا عن نفسھا . أما إذا كان ممزقا من الخلف تكون ھي التي راودته عن نفسھا"وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" .

كان أھم شئ عنده المحافظة على المظاھر ، لا يريد ثرثرة حول ھذا الموضوع فإلتفت إلى يوسف وقال له: "إھمل ھذا الموضوع ولا تعره إھتماماً ولا تتحدث به" ثم قال لزوجته "إستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين".يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ"أنھى الزوج الموضوع دون أن يفصل بين المرأة وفتاھا كل ما طلبه ھو اغلاق الحديث في ھذا الموضوع . لكن في ھذه الطبقة الراقية ھذا الموضوع لم يكن من الممكن إغلاقه فللقصور جدران وآذان وعبيد وخدم وحشم

وبدأ الموضوع ينتشر؛ خرج من القصر إلى قصور الطبقة الراقية وبدأ نساء ھذه الطبقة يتھامسن عن حب امرأة العزيز لفتاھا وعلمت امرأة العزيز أن نساء المدينة يتحدثن عن غرامھا بيوسف فأعدت مأدبة كبيرة في القصر ووجھت الدعوة لكل من تحدث عنھا ، وأمرت بوضع سكاكين حادة بجوار التفاح المقدم ثم أشارت بيدھا أن يدخل يوسف ودخل يوسف بينما كانت النساء يقطعن الفاكھة فإنبھرت المدعوات بجمال يوسف الملائكي ووجھه الذي يتلألأ برجولة نادرة وبدأن يقطعن أيديھن فى ذھول دون أن يشعرن ، وقالت إحداھن : " سبحان لله ما ھذا بشراً ما ھذا إلا ملك كريم" . فقالت إمرأة العزيز: " أرأيتم ھذا الذى لمتونى على حبه لقد قطعتم أيديكم من إنبھاركم به ، لقد أحببته وراودته عن نفسه فإستعصم ولئن لم يفعل ما آمره به ليسجنن وليكونن من الصاغرين

ووقف يوسف وسط ھذه الفتنة الثقيلة محرجا حائراً وقال: "رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ". إنتشر الخبر من الطبقة العليا إلى طبقات الشعب وبدأ الناس يتحدثون عن الفتى العبراني الذي رفض زوجة كبير الوزراء وقطعت زوجات الوزراء أيديھن بسببه وتحرك الجھاز الحاكم ، فإعتقلوا يوسف وأدخلوه السجن إسكاتا للألسنة ومحاولة للقضاء على القصة برمتھا. دخل يوسف السجن رغم ظھور الآيات على براءته قرروا سجنه إلى أجل غير مسمى، إلى مدة غير محددة إلى أن ينطفئ الحديث عن القصة "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ "


يوسف فى السجن 

دخل يوسف السجن ھادئ الأعصاب ، كان السجن بالنسبة له مكانا ھادئا يخلو فيه ويفكر في ربه وانتھز يوسف فرصة السجن بين قوم أبرياء يحسون بظلم الأبرياء ليقوم بالدعوة إلى لله، كان يحدثھم عن رحمة الخالق وعظمته وحبه لمخلوقاته ، كان يسألھم  أيھما أفضل أعبادة أرباب متفرقين أم عبادة رب الكون العظيم"يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ" 

دخل مع يوسف السجن فتيان أحدھما رئيس الخبازين عند الملك والثاني رئيس السقاه  الذي يتناول منه الملك كؤس الخمر لشربھا "وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" رأى كل منھما حلما . رأى الخباز نفسه يقف في مكان يحمل فوق رأسه خبزاً تأكل الطير منه. أما الساقي فرأى نفسه يسقي الملك خمر اً.ذھب الإثنان إلى يوسف ، حدثه كل واحد منھم عن حلمه وطلب تفسيره .

فقال يوسف للخباز إن أحدھما سيصلب وستأكل الطير من رأسه. أما الأخر فسوف يخرج من السجن ويعود إلى عمله القديم كساقى الملك " يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ " قال يوسف للساقي: إذا ذھبت إلى الملك فاذكرني عنده،"وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ " قل له إن ھناك سجيناً مظلوما إسمه يوسف. 

ووقع ما تنبأ به يوسف تماما. قتل الخباز وعفي عن الساقي وعاد إلى القصر غير أنه   نسى أن يحدث الملك عن يوسف، أنساه الشيطان أن يذكر يوسف ومكث يوسف في السجن سنوات يقال أنھا 9 سنوات. تحمل يوسف السجن صابراً راضياً داعياً غير قانط.

حلم الملك 

ثم جاء يوم رأى الملك فى منامه حلما . رأي نفسه يقف على شاطئ النيل. خرجت من النھر سبع بقرات سمان، ثم خرجت وراءھن سبع بقرات ھزيلة. ھاجمت الأبقار الھزيلة الأبقار السمينة. تحولت إلى وحوش والتھمت البقرات السمينة. ثم نبتت على شاطئ النيل سبع سنبلات خضراء. ثم غابت السنابل الخضر في الطين ونبتت في نفس الموضع سبع سنبلات يابسات

إستيقظ الملك فزعاً من نومه، وأرسل إلى العرافين والكھنة وكبير الوزراء، قص عليھم حلمه" وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ وطلب منھم تفسير رؤياه لكن أحداً لم يستطع تفسير الحلم ووصفوه بأنه أضغاث أحلام بلا معنى "قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ" 

ووصل الخبر إلى الساقي فتذكر يوسف وأسرع إلى الملك وحدثه عن يوسف وقال له: إن يوسف ھو الوحيد الذي يستطيع تفسير رؤياك لقد أوصاني أن أذكره عندك ولكنني نسيت "يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ" فأرسل الملك ساقيه إلى يوسف فى السجن . سأل يوسف عن تفسير حلم الملك. لم يشترط يوسف خروجه من السجن مقابل تفسيره للحلم ، لم يساوم ولم يتردد ولم يقل شيئاً غير تفسير الرؤيا "قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ " ھكذا النبي حين يلجأ إليه الناس يغيثھم وإن كانوا ھؤلاء أنفسھم سجانيه وجلاديه. 

أفھم يوسف رسول الملك أن مصر ستمر عليھا سبع سنوات مخصبة تجود فيھا الأرض بالغلات. وعلى المصريين ألا يسرفوا في ھذه السنوات السبع لأن ستأتى بعدھا سبع سنوات مجدبة ستأكل ما يخزنه المصريين . وأفضل طريقة لخزن الغلال ھي أن تترك في سنابلھا كي لا تفسد أو يصيبھا السوس أو يؤثر عليھا الجو. ثم أضاف يوسف في تأويله عن عام لم يحلم به الملك ، عام من الرخاء، عام يغاث فيه الناس بالزرع والماء وتنمو كرومھم فيعصرون خمرا وينمو سمسمھم وزيتونھم فيعصرون زيتا.


كان ھذا العام الذي لا يقابله رمز في حلم الملك علما خاصاً أوتيه يوسف فبشر به الساقي ليبشر به الملك والناس. أخبر الساقي الملك بما قال يوسف فإندھش دھشة شديدة وأصدر أوامره بإخراج يوسف من السجن وإحضاره فوراً إليه،"وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ "  ذھب رسول الملك إلى السجن ورجا يوسف أن يخرج للقاء الملك

لكنه رفض أن يخرج من السجن حتى تثبت براءته ويتم التحقيق في موضوع النسوة اللاتي قطعن أيديھن"قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ " إستدع الملك زوجات الوزراء وإمرأة العزيز وسألھن ما قصة يوسف ؟ ما الذي تعرفنه عنه؟ فأجابت إحداھن كان في طھر الملائكة لم يرتكب سيئة واحدة . ثم نظر الملك إلى زوجة العزيز كانت شاحبة الوجه ھدھا الحزن على يوسف وھو في سجنه وزادت حنينا إلى رؤيته

إعترفت بالحقيقة كلھا وأكدت أنھا تعترف بالحقيقة ليس خوفا من الملك وإنما ليعلم يوسف أنھا لم تخنه بالغيب "ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ" وثبتت براءة يوسف أمام الجميع. إن سجن يوسف كان قد غير تماما حياة إمرأة العزيز لقد أرادت أن تصحح صورتھا في ذھنه لا تريد أن ينظر إليھا كخاطئة . لقد تحولت إلى دين يوسف إلى التوحيد، آمنت بربه واعتنقت ديانته وأحبته على البعد وظلت معلقة بكلمة منه ولو بالغيب. 

دخل يوسف على الملك فتحدث معه الملك وكان يجيد أكثر من لغة فوجد يوسف أيضا يجيد أكثر من لغة ودھش من ثقافته ومعرفته العميقة ورجاحة عقله. انتقل الحديث إلى الحلم ونصح يوسف الملك بأن يبدأ تخطيطا صارما لجمع الطعام وخزنه لمواجھة سنوات القحط وأفھم الملك أن المجاعة ستعم مصر وما حولھا من بلاد وأن مصر ينبغي لھا أن تستعد لمواجھة الموقف بالنسبة لھا ولغيرھا من البلاد المحيطة بھا وھذا يعني أن مركز مصر الممتاز كان حقيقة تاريخية. وقال يوسف "إجعلني على خزائن الأرض إني عليھا حفيظ عليم" . لم يكن يوسف يقصد النفع أو الإستفادة ، على العكس إنه سيحمل أمانة إطعام شعوب جائعة لمدة سبع  سنوات، شعوب يمكن أن تمزق حكامھا لو جاعت، كان الموضوع في حقيقة الأمر تضحية من يوسف .


يوسف عزيز مصر


" قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ " وھكذا مكن لله ليوسف في الأرض، صار مسئولاً عن خزائن مصر وإقتصادھا ، صار كبيراً للوزراء كان حكيما عليما، أمينا صادق اً. مرت السنوات مروراً سريعاً ، مرت سنوات الرخاء وجاءت سنوات المجاعة وبدأ يوزع الطعام في مصر بنظام يشبه نظام البطاقات وھو نظام لم يعرفه العالم إلا في قمة حضارته ولم يكن كل من يملك المال يشتري المقادير التي يريد شرائھا ليخزنھا ويموت الآخرين جوعا . ولكن يوسف كان يعطي كل فرد في الفترة الواحدة حمل بعير.


لقاء يوسف بإخوته : جاء إخوة يوسف من فلسطين ليشتروا الطعام من مصر وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"جاء الإخوة الذين ألقوه في البئر. جاء أولاد يعقوب في صفوف الجماھير الطويلة صاحبة الحاجة ويوسف يجلس على عرشه حاكما مطاعا يأمر وينھي ويتحكم في لقمة عيش الناس. عرف يوسف إخوته على الفور ولم يعرفوه ھم وأجرى يوسف حوار مع إخوته بغير أن يكشف لھم عن نفسه كان عدد الإخوة عشر وكان معھم إحدى عشر بعيراً فقال لھم يوسف إن نظامنا يقضي بإعطاء كل إنسان قدر بعير من الطعام. كم عددكم؟ قالوا نحن إحدى عشر

فقال يوسف ولكنكم عشر فقط . فقالوا: كنا إثنا عشر أخا ، ھلك لنا أخ في البرية ولنا أخ يحبه أبونا ولا يستطع أن يصبر على فراقه، جئنا ببعيره بدلاً منه. قال يوسف: كيف أتأكد من صدقكم . يقتضي نظامنا ألا نصرف طعام لأحد غير موجود "قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ " إئتوني بأخيكم لأصرف له طعامه وأفھمھم يوسف أنه يستثنيھم ھذه المرة فإذا جاءوا في المرة القادمة بغير أخيھم فلن يصرف لھم

قالوا له سنحاول إقناع والده بأن يتركه معنا " فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ" وأمر يوسف رجاله بأن يخفوا في متاع إخوته البضاعة التي جاءوا بھا من  فلسطين ليستبدلوا بھا الطعام من مصر ، لعلھم يعرفونھا فيعودون الى مصر دون أن يمنعھم قلة الزاد أو خشية الجفاف "وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " رجع الإخوة إلى أبيھم غاضبين وقالوا له: لقد أخبرونا فى مصر أنھم لن يصرفوا طعاما لمن لا يحضر، لماذا لا تأمنا علي بنيامين ؟ أرسله معنا وسنحافظ عليه. فرد يعقوب بأنه لا يأمنھم على إبنه الصغير إلا كما آمنھم على يوسف من قبل "فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" فتحوا أمتعتھم فوجدوا بضاعتھم قد ردت إليھم فقالوا لأبيھم : لم نكذب عليك لقد رد إلينا الثمن الذي ذھبنا نشتري به وھذا معناه أنھم لن يبيعوا لنا إلا إذا ذھب أخونا معنا "  وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ"واستمر الحوار مع الأب ، أفھموه أن حبه لإبنه وإلتصاقه به سيفسد مصالحھم ويؤثر على إقتصادھم وأنھم سوف يحفظون أخاھم أشد الحفظ  "قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ

إنتھى الحوار بإستسلام الأب لھم بشرط أن يعاھدوه على العودة بإبنه ونصحھم الأب بألا يدخلوا وھم أحد عشر رجلاً من باب واحد من أبواب مصر كي لا يلفتوا الإنتباه وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ"ربما خشي عليھم أبوھم من شيىءً كالسرقة أو الحسد. وتوكل يعقوب على لله وترك لھم إبنه بنيامين. دخل أخوة يوسف عليه فاستضافھم ثم خلا بأخيه الصغير واحتضنه بعد أن كشف له عن ھويته  وبدأ يوسف يدبر شيئاً لإخوته ، قرر أن يحتفظ بأخيه الصغير معه

إن يوسف يتصرف بوحي من لله، أراد لله أن يبتلى يعقوب ويصل بإبتلائه له إلى الذروة حتى إذا رآه صابر اً رد إليه إبنيه معا. أمر يوسف رجاله أن يخفوا كأس الملك الذھبية في متاع أخيه خلسة وكانت الكأس تستخدم كمكيال للغلال. "فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71) قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " أخفي الكأس في متاع أخيه وتھيأ أخوة يوسف للرحيل ومعھم أخوھم وفجأة أغلقت أبواب المدينة ونادى مناد "أيتھا العير إنكم لسارقون" . كانت صرخة الجند معناھا وقوف جميع القوافل ومن بينھم أخوة يوسف الذين سألوا "ماذا تفقدون" قالوا نفقد كأس الملك الذھبية ولمن يجئ بھا مكافأة، سنعطيه حمل بعير من الغلالفرد أخوة يوسف لم نأت لنفسد في الأرض ونسرق فقال الجنود وكان  يوسف قد لقنھم ما يقولون أي جزاء تحبون توقيعه على السارق إذا وجد الكأس فى متاعه؟ فرد إخوة يوسف ،إن في شريعتنا من يسرق يؤخذعبداً لمن سرقه . 

فقال الجند سنطبق عليكم قانونكم الخاص، لن نطبق عليكم القانون المصري الذي يقضي بسجن السارق. إلتفت كبير الضباط وأمر ببدء التفتيش. وكان يوسف قد أمر الجند أن يبدءوا تفتيش إخوته أولاً الأول فالثاني حتى وصلوا إلى العاشر، لم يجدوا شيئاً واطمأنوا إلى برائتھم وقالوا لم يبق إلا أخونا الصغير ففتش الضابط متاعه وأخرج الكأس منھا فنظر أخوة يوسف إلى أخيھم وقالوا"إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ" وكان يوسف وھو طفل قد سرق من جده لأمه الوثني صنما وحطمه). وحزن يوسف حزناً عميقاً لإتھامھم له ولكنه كتم أحزانه في نفسه ولم يظھر مشاعره.( بدأ إخوة يوسف يفكرون في مصيبتھم الجديدة وتذكروا أباھم الذي أخذ عليھم عھداً غليظاً بألا يفرطوا في إبنه وبدأوا يسترحموا يوسف قائلين"قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" فقال يوسف بھدوء"قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ " حاولوا أن يستمروا في إسترحامھم ولكن الجنود أفھموھم أن الأمر قد نفذ ويجب أن ينصرفوا ويتركوا أخاھم عبداً عندھم. 

وجلس أخوة يوسف لا يعلمون كيف يتصرفون وكيف يواجھون أباھم بما حدث. جلس أكبرھم على الأرض وقال لن أتحرك من مكاني إرجعوا إلى أبيكم بدوني وإحكوا له ما حدثقَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ"وإستقر رأي الأخوة على العودة بغير شقيقھم الكبير وأخوھم الصغير. ودخلوا على أبيھم فقالوا: يا أبانا إن إبنك سرق. واسأل القافلة التي جئنا فيھا فقد كان ھناك شھود "ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ" إستمع يعقوب إليھم وقال بحزن قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" لم يصدقھم يعقوب وأحس بحزن عميق لقد صار وحيداً بغير إبنيه اللذين أحبھما أكثر من بقية أبنائه وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ"ولكنه أخذ يوصي نفسه  وھاج حزنه القديم على يوسف بالصبر وأن يكون صبره جميل بغير شكوى لأحد إلا وتقلبت عليه المواجع وامتلأت عيناه بالدموع

بكى طويلا ، وأدى بكائه المستمر إلى فقد بصره. لم يكن يبكي أمام أحد. ثم لاحظ أبناؤه أنه لم يعد يبصر وأدركوا أنه يبكي حزناً على أبنائه فلاموه على ذلك ولكنه أخبرھم أنه يشعر بأن يوسف لم يمت كما أنبئوه بل مازال حي اً. فليذھبوا بحثاً عنه قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "


النھاية السعيدة : رجع إخوة يوسف إلى مصر تدھورت حالتھم النفسية والإقتصادية فإن فقرھم وحزن أبيھم ومحاصرة المتاعب لھم قد ھدت قواھم تماما ودخلوا على يوسف ومعھم بضاعة رديئة لا تتيح لھم شراء شئ ذا قيمة وسألوه أن يتصدق عليھم وأستمالوا قلبه بتذكيره أن لله يجزي المتصدقينفَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ"

عندئذ أمام ھوانھم وإنحدار حالھم  فاجأھم يوسف بسؤالھم عما فعلوه به وحدثھم بلغتھم بدون مترجم فأدركوا أنه يوسف وأنه بعد كل تلك السنين قد تغير الموقف ھا ھو يوسف يملك رقابھم وحياتھم وھم لقد آثرك لله علينا وإن كنا لخاطئين "قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ""

 ولعلھم يستعطفونه ويستجدونه فقالوا له :  إعتقدوا أنه سينتقم منھم وأحس يوسف بذلك فطمأنھم بقوله: لا تثريب عليكم اليوم يغفر لله لكم وھو أرحم الراحمين . خلع يوسف قميصه وأعطاه لھم وقال"اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ " وبينما تقترب القافلة في عودتھا إلى فلسطين من بيت يعقوب. ينھض يعقوب فجأة ويخرج خارج خيمته وھو يقول" وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ " فردت إحدى زوجات أبنائه: لقد ذھب عقل الشيخ"قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ "  فلما نزل الأبناء من على راحلتھم ألقوا على وجھه قميص يوسف فرد إليه بصره

ذھب يعقوب وزوجته وجميع أبنائه وزوجاتھم أبنائھم إلى مصر وأجلس يوسف أبويه على العرش وخروا جميعا ساجدين له" فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ".

عاش يعقوب في مصر 17 عاما ثم توفي وعمره 140 سنة و دفن في فلسطين بجوار  أبيه إسحاق وجده إبراھيم في مدينة الخليل. مات يوسف وعمره 120 عام . فى البداية دفن فى مصر ولكن عند خروج موسى عليه السلام من مصر ھو وبنى إسرائيل حمل معه رفات يوسف ودفنھا في فلسطين. عندما دخل يعقوب وبنيه وجميع أبنائھم وزوجاتھم مصر كان عددھم 83 شخص  وكانت ھذه بداية دخول بني إسرائيل مصر وعندما خرجوا منھا ھاربين من الفرعون في زمن موسى كان عددھم 600000 شخص . المدة بين دخول بني إسرائيل مصر في زمن يوسف وخروجھم منھا في زمن موسى ھي 426 عام .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أسماء شخصيات قصه يوسف عليه السلام

كلمات أغنيه قواعد العشق الاربعون

الأسراء والمعراج|لقاء محمد ﷺ بالله.